مشروع صديق
يمكن أن يكون اجمل الأصدقاء ، عرفته صدفة، وتبين انه عاش طفولته في نفس المكان الذي عشت ، بدا نموذجا مميزاً ، يحمل شهادة عليا قدم من غرب التقدم والحضارة يلقي كلماته بنعومة واتزان بالغين ، لتتجمع حوله الصور وترسم شكلا يستثير الخيال كأحد ملائكة ميكائيل انجلو كلما أمعنت فيه التفكير دخلت عوالم من السحر والجمال.
أخيرا فتحت له وجدانك ، وليتك لم تفعل وحين تمكن منك بدا الشيطان عاريا كامنا داخل الملاك عرفت بعد طول مرار انك ضحية وساءك اكثر الصورة الاخآذة المتساقطة من السحاب لتتهشم في الهاوية.
ساءك انك شرعت له نوافذك والأبواب وانه نفذ إليك حتى آخر المعاقل. كيف يستطيع إنسان أن يحمل في وجدانه كل هذا السواد كيف يملك جمع الشيطان والملاك في مكان وزمان متحدين.
عدت القهقرى … ولأنك نقي الفؤاد لم يسلبك إلا الفرح ، ومنحك الحزن… لأنك أحببت فيه صورة الملاك.
لماذا حدث هذا معك؟؟! علمتَ أن صديقكَ عاد من مدائن الضباب خاوياً حتى بدا خاسراً أمام كل الأشياء ، عاد إلى نقطة الصفر ، صفر اليدين ، والخيارات ، مغضوب الأهل والوجدان ، لملم أشلاءه وعاد للوطن ، حاول أن يبدأ ، وحاول التماسك ، لكن من أين يملأ ذلك الخواء وكيف.
بدأ في حياكة ثوباً فضفاضاً ، لامعا ، مائعا ، وبدأ رحلة في اكتشاف النقاط المفصلية في النفس البشرية وراح يكتشف وسائل النفاذ من هذه النقاط أرضى غروره بتركيع ضحاياه لكنه لم يشف غليله ، ولم يستطع النوم قرير العين. حين يأوي إلى مخدعه تنفتح أمامه أنفاقا من الظلام … لم يستطع التحرر من الكوابيس ، فعمل ليل نهار … بلا فائدة أدرك أخيرا الحقيقة الماثلة كالطود … ضحية تنتقم من غير ظالمها ، وتبقى بلا ارتواء.
تلتف عليك خيوط العناكب الحريرية ، السامة ، تناوشك ، توحي إليك أن عد!! بينما تمزق خلفك كل الإشراك … ويضيء جوهرك الطريق ، تفتح كوة في الفضاء ، تتنفس الصعداء ، وتنظر للخلف ، يبدو الشيطان عاريا ، وبقايا الصور الجميلة مهشمة على قارعة الطريق ، تتضاءل صورة الشيطان وتتضاءل الصور حتى تختفي ، وتتنهد.