الفرصة الضائعة

الفرصة الضائعة

تنهد صديقي وقال :

- لقد سنحت لي الفرصة بعد خمسة عشر عاماً لألقاها!

- من هي؟!

- المرأة التي قضيت عمري أحبها ، ورسمت كل حياتي لأجلها !

- ثم؟!

- في اللحظة الحادة التي تفصل بين مرحلتين قالت لا.

- عجيب ، ألم تبادلك الحب ؟!

- بلى ، كل شيْ فيها كان يبادلني شعوراً بشعور.

- ثم ماذا ؟!

- مرت خمس عشرة سنة وأنا أحاول أن أجد الفرصة لأسألها "لماذا قالت في اللحظة الحاسمة لا؟!"

- ثم لقيتها؟

- نعم كانت على ناصية الشارع ومعها طفلاها من الرجل الذي اختارته علي والسماء تمطر.

- حدثتها؟!

- أوقفت لها سيارتي بجانب الرصيف ، صعدت من تلقاء نفسها في المقعد الخلفي مع طفليها ، وحين نظرت في المرآة كانت منهكة ، إلا إنها بدت سعيدة بلحظات اللقاء الخاطف.

قلت مقاطعاً:

- فما كان منك إلا أن انتهزت الفرصة !!

- لا بقينا صامتين لحظات، ثم تحدثنا عن كل الأشياء ماعدا حبنا المؤود، وكلما أخذنا الحديث كانت وجنتاها تزداد توهجاً.

- ثم ذهبتما لكازينو على طريقة الأفلام المصرية.

- لا أوصلتها إلى بيتها وضاعت الفرصة.

- لم تسألها لماذا؟ ولم يكن هناك لأنّ!!

ظل صديقي ساهماً في حلمه البعيد ينتقل من سحابة إلى سحابه ، قلت:

- لو عرفنا الجواب لكل لماذا، لما بقي في الحياة شيء طيب.

لم يبد على صديقي أنه سمع شيئاً حتى قال:

- كانت تحبني ولكنها في اللحظة الفاصلة التي يجب أن تقول فيها نعم قالت لا لماذا؟؟


اترك تعليقا