الانفصام الثقافي

تتشكل في مجتمعات القمع والاضطهاد الثقافي والسياسي شخصية المواطن؛ على أساس (هرمي)، حسب قوة السلطة التي تواجهها شخصيته، سواء كانت تلك السلطة اجتماعية او اقتصادية او حتى سياسية، وبالتالي يتقمص الإنسان في داخله شخصيتان مزدوجتان؛ كل واحدة منهما نقيضة للأخرى، تمثلان حالة من انفصام دائم.
فهو يمارس التسيد (شخصية السيد المتسلط) على من هم دونه في السلطة او المكانة، وفي ذات الوقت يمارس (شخصية العبد)؛ امام من هم فوقه في السلطة / الهرم، (سيد وعبد في آن واحدة) ؛ فإذا لقي من هو ادنى منه في الهرم مارس عليه شخصية السيد! واذا لقي من هو أعلى منه تقمص شخصية العبد!
لكن يواجه في حالات نادرة مشكلة كبيرة ؛ يرتبك تماما ويهتز اذا لقي شخصا ( أفقيا) ذو شخصية سوية لا ازدواج فيها تعتنق الديمقراطية في التعامل مع الاخرين وتتعامل مع الناس جميعا في كافة درجات السلم سواء، بشخصية واحدة ومع كل طبقات السلطة ؛
يرتبك ولا يتمكن من التعامل مع الحالة الجديدة ولا التخلص من تلكم الشخصية المنفصمة المزدوجة في داخله.
ولحل هذه المعضلة يوسم الشخصية الديمقراطية ( الافقية ) بصفة الهبل اذا كان درجة اعلى في السلم أو اي صفة تبرر له حل حالة الصراع الداخلي اللاشعوري الذي أحدثته صدمة الشخصية الافقية السوية ، والتي لا تعاني من الازدواجية ولا الانفصام .
هي حالة على العموم ناتج من منظومة الاضطهاد الموروث والحالي . ومن نواتج التخلف والهزيمة الثقافية.
................................ ملخص من كتاب المؤلف الألماني وليم ولش
دامت أوقاتكم بكل خير

اترك تعليقا